في مجلس وزراء الصحة العرب في القاهرة 2004
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية
أصحاب المعالي والسعادة رؤساء الوفود
الأخوة والأخوات أعضاء الوفود
أيها السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بالأصالة عن نفسي وباسم دولة قطر أشكركم على تشريفي بترأس هذه الدورة لمجلس وزراء الصحة العرب في هذه الدولة المضيافة، مصر، أم الدنيا وأم العرب. أرجو أن يوفقنا الله جميعاً لما نصبوا إليه.
أيها الأخوة والأخوات،
لا يستطيعُ الأطباء أو وزراء الصحة العيشَ في معزل عما يجري حولَهم. أتراحنا ومآسينا الكثيرة تؤثر فينا وفي مرضانا. أمورُ أمتِنا تهمنا جميعاً ومن حقنا أن نعبرَ عنها في مؤتمراتنا المهنية والرسمية.
إننا نحن العرب نمر اليومَ في مرحلةٍ صعبةٍ من تاريخنا، مرحلةً يسودُها التشرذمُ والذلُّ والهوانُ، بينما يزدادُ أعداءُ أمتنا تغطرساً وظلماً وعدواناً علينا، وقادتنا عاجزون حتى عن عقد اجتماع لهم. نرجو الله لهم الهداية.
نحن الأطباء، شرفُ المهنةِ يحتم علينا، أن نقدم العونَ والمساعدةَ لأي مريضٍ يحتاج لرعايتنا، بغضِ النظر عن دينه ولونه وعرقه، نتألم لألمه، ونسعى لإنقاذ حياته.
وفي الأسبوع الماضي تألمنا نحن الأطباء العرب ووزراء الصحة مثل بقية المواطنين العرب من المحيط إلى الخليج عندما شاهدنا مريضاً مشلولاً مقعداً في كرسيه يقصف بالصواريخ عمداً من طائرة هيلوكبتر تنتظر خروجه من المسجدِ لتصوب عليه صواريخها بينما تحوم فوقها لحمايتها من ذلك العجوز المريض طائرة فانتوم... يا للعجب.
وأنا واثقٌ أننا – لا كأطباء فحسب – ولكن كمواطنين عرب لا نتوانى في إدانة مثل هذه الجريمةِ البشعةِ التي تقشعر منها الأبدان، حتى لو لم تكن الضحية مجاهداً عربياً مسلماً مثل الشهيد الشيخ أحمد ياسين، بل كان المريضُ المقعد يهودياً إسرائيلياً قصف بالصواريخ عمداً. نعم هذه أخلاقنا التي تربينا عليها. ألم ينه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه قواد جيوش المسلمين أن لا يقتلوا من الأعداء طفلاً أو شيخاً أو امرأةً ، ونهى حتى عن قلع شجرة أثناء الحرب.
لذلك عبرت عن استنكاري لتلك الجريمة البشعة، قتل رجل مريض مقعد بالصواريخ في الأبيات التالية: