رثاء هاني طايع
المناسبة: لقد انتقل إلى رحمة الله الأستاذ الفاضل الأديب هاني طائع يوم الثلاثاء 13-1-2009 والشاعر في الرياض لحضور المؤتمر الطارئ لوزراء الصحة العرب لنصرة غزة. وكان الأستاذ صديقاً للشاعر، ورئيساً للندوات الأدبية التي تقام شهرياً في مجلس الشاعر. وكان الشاعر يواصل زياراته للأستاذ المريض في المستشفى حتى يوم السفر الذي سبق يوم الوفاة. وكانت الوفاة مفاجِئةً للشاعر، فحزن عليه ورثاه بالأبيات أعلاه.
في جنّةِ اللهِ دار الخلدِ يا هـاني في طاعةِ اللهِ كنتَ الطائعَ الهاني
يَتمتَ أهـلاً وأصحاباً ومكتَـبةً لما رحلتَ إلى الفردوسِ يا هاني
قد كنتَ في كتبِ الآداب مرجعَنا وما لنا بعدكم من مرجعٍ ثانِ
ما كنتُ في قطرٍ إذ سرتَ في سفرٍ على الرؤوسِ إلى المثوى بأكفانِ
يا ليتني كنتُ يا هاني أشـيِّعُكم مع الصحابِ بأشــجـانٍ وأحزانِ
إنْ يفنَ جسمُك فالذكرى مخلدةٌ مدى الزمانِ كمـا دامَ الجديدانِ
كنا مُحبيكَ إذ نوَّرتَ مجلِـسَنا واليومَ كلُّ مُحـبٍّ بعدَكم عانِ
قد كنتَ تُحيي لنا جَلساتِنا أدَباً كنتَ الرئيسَ لأحبابٍ وأقــرانِ
في كلِّ شهرٍ تُوافينا بجَــوهَرةٍ قد كنتَ نجماً وما في الدارِ نجمانِ
العشقُ عندي لكتبي قلت لي برِضاً ما مثل عشقكَ هذا عنـدَ أنسانِ
وكم على الضادِ تَبكي إذ تحدِّثُنا بقولكَ الفصلِ مِـن آياتِ قرآنِ
دافعتَ عن لغةِ القرآنِ مُنفَعِلاً تُبيِّنُ الجُرمَ فيما يَفعلُ الجـاني
قد كنتَ تَخشى عليها من مؤامرةٍ أشجتكَ يوماً وما أشجاكَ أشجاني
يا مُؤمناً بقضاءِ اللهِ مـرتَحلاً عن دارنِا بَغتةً تُجـزى بإحسانِ
نأى بكَ الموتُ والأقدارُ تُدرِكنا والموتُ يُدركُ حتماً كـلَّ إنسانِ
أبكاكَ بالأمس شعري في رثاءِ أبي واليومَ شعرُ رثائي فـيكَ أبكاني
أنت الفَـقيدُ الذي نرجو العزاءَ بهِ والصبرَ للكُـلِّ من أهلٍ وخلانِ
فالله يُوسِعُ مثواكمْ ويرحمُـكمْ ويجْتَبـيــكم بجنّاتٍ ورِضوانِ