سجين عراقي مسن
قصة القصيدة: قرأ الشاعر في الصحف قصة مؤثرة عما تعرض له سجين عراقي مسن، من الإهانة والتعذيب في سجن أبي غريب المشؤوم، فصاغ هذه الأبيات:
سمِعنا ما يدورُ ببطنِ سِجنِ من التعــذيبِ ممّا فاقَ ظنِّي
تعرَّضَ كـلُّ مسجونٍ لظلمٍ وتنكـيلٍ وتعـذيبٍ وطعنِ
وهذي قصةٌ في السِجنِ دارت لمسجـونٍ عراقيٍّ مُسِنِّ
تجمّعَ حـولَه حُرَّاسُ سِجنٍ لتخويفٍ وتـرهيبٍ ووَهنِ
فقالوا: هل تُقرُّ بما فعلتم؟ فقال: نعم، بما قد كان منِّي
عذابُ السِجنِ ما أفنى إبائي كما أنَّ الفظـائعَ لم تَرُعني
فقالوا: هل عمِلتَ لأجلِ (بعثٍ)؟ فقال: نعم، ليومِ البعثِ أعني
فقالوا: الحزبَ نقصِدُ لا سِواهُ فقال: الحِزبُ كانَ ولم يسؤني
له خيرٌ كـما للحزبِ شرٌّ فما حِزبٌ بلا قُبـحٍ وحُسنِ
ولكن جرمُكم قد زادَ قُبحاً لكم لومـي وتقريعي ولعني
"فهل من أهلِكم صدَّامُ"؟ قالوا فقالَ: نعم، ألا تدرونَ أَنِّي..
أرى صدَّامَ إبنَ الدارِ؟ لكنْ أرى استعمارَكم عاراً فدَعني
طغى صدَّامُ لكـنْ ذاك أمرٌ عدالتُنا تُقـرِّرُ ما سيَجني
ولم نسألْكمُ نصــحاً وعـوناً فمن ذا قالَ: يا هذا أعِنِّي؟
فقالوا: هل رأيتم (إبنَ لادنْ)؟ فقـال: رأيتُه طـيفاً يغنِّي
كعصفورٍ يقودُ السربَ صُبحاً ويصدحُ عالياً في كلِّ غُصنِ
يقول بأنّـكم أشـرارُ كُفرٍ هدمتمْ ما شبابُ الدارِ يَبني
فـأنتم قد أتيتم (بابنِ لادنْ) وزرقاوي وعفـريتٍ وجنّي
وأنتـم ظالمــونَ لكلِّ قومي بأصنافِ القساوةِ والتجنّي
فأيُّ عــدالةٍ أعطتكَ حقًّا لتدخُلَ منزلي من غير إذني؟
كفانا غـزوُكم ظـلماً وبغياً فهيّا أَبعِـدوا يا قومُ عنِّي
سأصمتُ لن أُجيبَ لكم سؤالاً فكفَّ الشرَّ عنِّي، لا تسـلني
9 مايو 2004